كيف نتقدم ونحن نهين العامل الشريف مثل الجزار ومربي الطيور والعامل الصحي ونسمي مهنهم بالمهن المستقذرة
سيد القصر
سؤال ورد لي من حبيب وزميل وقلم احترمه كثيرا / سيد القصر
وقد طلب مني أن أكتب في ذلك ...
وحقيقة ... أني في البداية ... نظرت حولي وحاولت تطبيق تلك الخاصية على نفسي أولا ....!
وسالت نفسي ... هل أنت فعلا لا تقوم بهذا الإجحاف ضد أهل هذه المهن ....؟
ولو باضعف الإيمان .... في جوفك ...؟
ألا تقوم بتمييزهم ... وإعتبارهم أقل درجة من الأخرين ...؟
ألا تنظر لهم شزرا لو مروا من حولك ...؟
ألا تظن أنهم درجة أقل ......؟!
ووجدت الجواب مريعا ....
فنحن جميعا أبنا مجتمع إنتقائي ... علمنا أن بعض المهن مستقذرة ...
وان أصحابها أقل الناس في المستوى الإجتماعي ...
وأنهم لا يمكن أن يكونوا من علية القوم حتى لو كثرت ملايينهم ..... ومشاريعهم .... وشركاتهم المستقبلية ...
مهنهم الأصلية ستكون دوما عقدة لا يمكن حلها .... ولا يمكن التغاضي عنها ....وستضل مسبة وشتيمة لهم عندما يغضب أحد منهم .....!
والمجتمع ككل .... مهما أدعى التمسك بالدين .... أو إدعى الرقي ... والتعالي ....
إلا أنه يضل في الخفاء يحمل لهم نوع من الضغينة ... والنقص ... الذي لا يمكن أن يكتمل ... ولا يزول ...
أنه مجتمع مصبوغ بالجاهلية ... وبالعنصرية .... وبالقبلية ... ولا قيمة للإنسان فيه إن لم يكن له هذه الحدود ....
ولذلك ...
يضل بلدنا عاجزا عن هضم هذه المهن ... وما هو في محيطها ...
وتستمر الإستعانة بالأجنبي لتعبئة هذه المهن .....
ونضل تحت رحمته ...
لا نسمح لأبنائنا من مزاولتها ...
ولا نرفع الضرر عمن يضطرون لذلك ...!
ولن اقول أن المجتمع فقط هو المسئول عن بقاء وإستفحال هذه المفاهيم ....
بل سأرمي بعض اللوم على المثقفين الذين .... رضوا بالوضع كما هو ... وعجزوا عن التغيير ....
وسأضع بعض اللوم على الحكومات التي تذكي وتزيد من وهج نار العصبيات والقبيلة ... والعنصرية ....
والتي تجعل بعض المناصب حكرا على البعض ....
فالكل يريد أن يرتدي أغلى الثياب وأنداها .... وأن يجرجرها كالطاؤوس وهو ذاهب لمكتبه المخملي .... حيث يخدمه الفراش والقهوجي والمراسل والسائق ... والمعاون ... من أهل المهن المستقذرة ...!!؟؟
فلا حول ولا قوة الا بالله